عقيدتنـــا في آل البيت ( حوار )

عقيدتنـــا في آل البيت ( حوار )

 

- د-أمير علي الحداد:

استلمت رســــــالة تحمل سؤالاً من إحداهن حول جواز مقولة (عليه السلام) عند ذكر أحد آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم..

 

-الموظف:

حقاً ... كثيراً ما يتوارد هذا السؤال في خاطري ولا أجد نفسي مستريحاً للنفي أو القبول كنا ... أعضــــــاء لجنة الزكــــــاة نتبـــــــادل الحديث في مقـــر اللجنـــــــــة بعد صـــــــلاة العصــــر ...

 

أعضــــــــــــاء لجنـــــــة الزكـــــــاة نتبــــــــــــــــادل الحديث في مقـــــر اللجنــــــة بعد صلاة العصـــر ...

أنصــــــــــت الآخر بانتظــــــار الإجــــــــابة ...

 

وما الغضاضة في ذلك؟!!

ألسنــــــــا نقرأ في كل تشهـــــــد (اللهم صلِّ على محمد وعلى آله) ومن أكمل صيغ الصـــــــلاة على الرســــــول (صلى الله عليه وآله وسلم) فالصــــــــلاة والســـــــــلام على آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مما يتقرب به المسلـــــم إلى الله تعالى ..

 

هلا فصلت لنا في فضـــــــــــــائل آل بيت الرســــــــــول (صلى الله عليه وسلم) ... فإني أظن أن كثيراً من المسلمين إمــــــــا لا يعرف قدرهم أو ينزلهم فوق منازلهم (عليهم الســـــــــلام) ..

 

لا شـــــــــــك أن المسلم يعتقد اعتقــــــــــاداً جازماً بأنه من لوازم حب الرســــول أن يحب آل بيته ويضعهم في منزلتهم المتميزة ... كما قال أبو بكر الصديق: "ارقبوا رســــــول الله صلى الله عليه وسلم في آل بيته) ... وكمــــــــا أوصى الرســـــــول (صلى الله عليه وسلم) من قبل حين قال: ((تركت فيكم ما إن تمسكت به لن تضلوا بعدي كتــــــــــاب الله ... وآل بيتي وعترتي )) .. ولا يخفى على مسلم مكـــــــانة ابنة الرســـــول (صلى الله عليه وسلم) فــــــــــاطمة (عليها السلام) التي قال فيهـــــا الرســـــــول (صلى الله عليه وسلم) : ((فـــــــــــاطمة سيدة نســـــــــاء أهل الجنة)) .. وكــــــــــان يُحبها حُباً شديداً فيقبلها كُلمــــــا رآها وزوجها من ابن عمه علي(عليه الســـــلام) ... ذلك الرجـــــل الذي تربى في بيت رســـــــول الله (صلى الله عليه وسلم) .. فكان معه مُنذ سن الثامنة أو قبل ذلك ولم يفـــــارقه إلا عند مــــــتا وضع رســـــــول الله (صلى الله عليه وسلم) في القبر .. وفيه قال رســـــــــول الله صلى الله عليه وسلم) ... ((عليٌ مني وأنا منه)) .. وعندمـــــــا أراد أن يخلفه ف المدينــــــة في بعض مغــــازيه وجد عليٌ (عليه السلام) في نفســـــه فقال له الرســـــول (صلى الله عليه وسلم) : ((ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى)) ... وفي غزوة خيبر أخبر الرســــــــول (صلى الله عليه وسلم) بأنه سيعطي الراية رجلاً يُحب الله ورسوله ويُحبه الله ورسوله فكان علياً (عليه الســــــــلام) ... وكذلـــــــك ابنـــــــاه الحسن والحسين (عليهمــــــــا السلام) .. فقد كان الرســــــــول (صلى الله عليه وسلم) يُحبهمــــــا ويقربهمـــــــا وينزل من المنبر ليرفعهمـــــا ... وقال في الحســـــــن (عليه السلام): ((ابني هذا سيد وسيصلح الله به فئتين عظيمتين)) .. وكان ذلك في عهد معــــــــــاوية عندمـــــا اصطلح معهُ الحسن (عليه الســـــلام) ..وابنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (همـــــــــا سيدا شباب أهل الجنـــــة) ... وهكــــــــــذا ينبغي أن يعتقــــــد المســــــلم جازمـــــــــاً بالمكـــــــانة المتميزة لآل بيت الرســــــــول(صلى الله عليه وسلم) .. وإلا ففي عقيدته خلل ...

 

 

أقتحم أبو عبدالرحمن علينـــــــا المقــــر ....

- ما لي أراكم جالسين وكأنكم تناقشـــــــون أمراً غاية في الأهميـــــــة؟!!

 

- كنا نتحدث عن منزلــــــة آل بيت الرســـــــول (صلى الله عليه وسلم).

 

أخذ مكـــــــانه في المجلس وتابعنا الحديث..

 

وآل بيت الرســــول (صلى الله عليه وسلم) هم الذين حُرمت عليهم الصدقة .. وهم آل علي وآل عبدالمطلب وآل عقيل وآل جعفر ... هذا هو المعنى الخـــــاص أمـــــــا المعنى العام فزوجـــــــات الرسول (صلى الله عليه وسلم) من أهله .. ولكننا نريد المعنى الأول...

 

- وماذا عن الخــــــــــلاف الذي وقع بين بعض الصحـــــــــابة وفـــــــــاطمة (عليها السلام) مثلاً؟!!!

 

- لعلك تعني حــــــــادثة إرث الرســـــــول (صلى الله عليه وســلم) .. حين أتت فـــــــاطمة (عليها السلام) تطلب من أبي بكر (رضي الله عنه) إرث أبيهــــــا (صلى الله عليه وسلم) فقال ... وهُنـــــــــا أود أن أذكر كلام أحد كبــــــار العلمــــــــاء الذين يقولون بحب آل البيت ... يقول المجلسي في كتــــــابه حقُ اليقين في ص21...: إن أبا بكر لما رأى غضب فاطمـــــة قال لها:أنا لا أنكر فضلك وقرابتك من رســـــول الله (صلى الله عليه وسلم) ولم أمنعك من فدك إلا امتثالاً بأمر رســـــول الله (صلى الله عليه وسلم) وأُشهدُ الله أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: نحن الأنبيــــــــاء لا نورث وما تركنا إلا الكتـــــــاب والحكمة والعلم)) وقد فعلت هذا باتفاق المسلمين ولست بمنفرد في هذا.. )

وأمـــــــــا المال فقد أرضاها رضي الله عنه وما كان لأبي بكر أن يُغضبَ ريحـــــــانة رسـول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو الذي يقول: (لئن أصل قرابة رسـول الله (صلى الله عليه وسلم) أحب إلي من أن أصل قرابتي) ولقد كان صادقاً .... ومن الخطأ أن يظن المسلم أن الصحــــــابة وخاصة أبي بكر وعمر وعثمــــــان كانوا على خلاف مع آل بيت الرســـــول (صلى الله عليه وسلم) ... فهذا علي (عليه الســـــلام) يزوج ابنته من فاطمة عليها السلام (أم كلثوم) .. لعمر بن الخطـــــاب رضي الله عنه ... ولكن ينبغي ألا يغيــــــــب عن أذهـاننـــــــــا أن الجميع كانوا بشراً ... وكانت لهم اجتهاداتهم ... وهذا لا يُنقص قدر أي منهم فضلاً عن أن ندعي أن بعضهم كَفَّر بعض وأن بعضهم إلى الجنة وأكثرهم إلى النار .. فنحن لسنــــــــا في موقع الحُكم على من هم أجلُّ منا قدراً وأرفعُ منزلة عند الله وعند رســـــول الله (صلى الله عليه وسلم) .. بل نحب آل بيت رســـــول الله (صلى الله عليه وسلم) ونعرف لهم مكانتهم المتميزة ونشهد لهم بمــــــا شهد لهم رســـول الله (صلى الله عليه وسلم) وندعوا الله أن يحشُرنا معهم .. ونحب صحــــــــابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونشهد لهم بما شهد لهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ... ونسأل الله أن يحشرنا معهم ... لأنهم سيحشرون وآل البيت تحت راية محمد (صلى الله عليه وسلم) يوم القيــــــــامة دون أدنى شك ...

 

- وماذا تقول في الأقاويل والكُتب التي تُنشر أن آل البيت معصومون وأنهم يوحى إليهم وأنهم بلغوا منازل أعلى من الرســـــل والملائكــــــة؟!!!

 

- هذا الكلام وغيره كثير لا يستند إلى كتـــــــــــاب ولا سُنة صحيحة عن رســــــول الله (صلى الله عليه وسلم) ... آل البيت لن يرضوا لأنفسهم ما لم يرضه لهم الله تعالى ... وكمــــــا قال رســــــول الله (صلى الله عليه وسلم) : ((لا تطروني كمـــــــا أطرت النصــــــارى المسيح ابن مريم وقولوا عبد الله ورســـــــوله)) ... فالرسول لم يكن ليعلم الغيب {ولو كُنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني الســــــوء} .. وما كان الوحي إلا لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) .. فهذا الذي جـــــــاء به الكِتـــــــاب والسُنة والإجمــــــــــاع .. وهي العقيدة التي نسأل الله أن يتوفانا عليها وأن يرحمنا بها يوم القيــــــــــامة.

 

 

جرى الحوار مع الدكتور أمير بن علي الحداد

شيعي سابقاً