رأي البرقعي في الخميني

((كان السيد الخميني غارقا في الفلسفة اليونانية والعرفان,وليس عنده اطلاع كبير على حقائق القرآن, ويفسر القرآن بمنظور الفلاسفة, ويعتقد أن كتاب الله ليس قابلاً للفهم, وكأنه لم يقرأ قول الله عن القرآن بأنه (موعظة للناس), و(بيان للناس) و(هدىً للناس)!! وأستطيع القول بان السيد الخميني متلطخ بالخرافات إلى حد كبير.

أنا أتذكر جيداً أيام تدريسه في المدرسة الفيضية أني سمعته يقول لتلاميذه: (إذا نفخ الإمام تسكت النجوم ـ أي يذهب نورها - ), وكان يعتقد أن جميع ذرات العالم خاضعة لتصرف الإمام(1)! ـ نعوذ بالله من الضلال ـ وكتابه (كشف الأسرار) الذي يحكي فيه معتقداته ملوث بهذه الخرافات, ولشدة فرقه فيها نسي القرآن إلى درجة أنه قال في إحدى بياناته التي أذيعت في الراديو والتلفاز: (نحن لدينا في القرآن الكريم سورة المنافقون وليس عندنا سورة الكافرون), ولم يعلم أن السورة التاسعة بعد المائة في القرآن هي سورة الكافرون!

أمر آخر: هو أن إحدى خصوصيات السد الخميني هو الخوف الشديد من العوام, حتى أنه ربى ولده أحمد أيضا على هذا النهج, وأعرف أن ولده من شدة خوفه من العوام كان يذهب ليناصح (آية منتظري), لأنه كان يسمح (لآية الله نعمت الله صالحي نجفآبادي) أن يقوم بالتدريس في حسينيته, وكان قلقا على آية الله منتظري لذلك, فكان أحمد الخميني يرى أن ذلك ليس في مصلحة منتظري, وتخوفات أحمد الخميني سببها أن السيد الصالحي كان من أهل التحقيق, وكان أقل ابتلاء من الآخرين بالخرافات, ولهذا لم يكن مكانة بين العوام.

والسيد الخميني يظهر شجاعته الكاملة على الشاه وأمريكا والعراق(2), ... ولكنه لم يجرؤ أبدا على أن يتكلم بما يخالف سليقة العوام, ولم يكن يجرؤ على إظهار رأيه صريحا في البدع واضحة البطلان من قبيل ضرب الإنسان نفسه بالسيوف والسلاسل ونحو ذلك.

ومن معايبه استبداده بالرأي, مما كان سبباً لخسارة مادية ومعنوية فادحة للإسلام والمسلمين, ولعل جبرانها يحتاج إلى نص قرن أو أكثر. (3) )) 

سوانح الأيام ص 144-ص145

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) قال الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية: (فإن للإمام مقاما محمودا ودرجة سامية, وخلافة تكوينية, تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون . وان من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب، ولا نبي مرسل.)

(2) لم تظهر شجاعة الخميني ضد أمريكا والكيان الصهيوني بشيء ولو كانت الشجاعة بالكلام المجرد, فإن الشجعان إذا لكثير, كما أن التعاون بين أمريكا والخميني أظهر جليا أنه صنيعة لأمريكا ليس غير, وفضيحة (ووتر كيت) المشهورة خير شاهد على ذلك. لكن شجاعة الخميني كانت بارزة ضد أهل السنة والدول العربية كما ظهر من حملات التطهير العرقي في الأحواز وبلوشستان, وحربه الدامية ضد العراق.

(3) يشير البرقعي هنا إلى حرب الخميني التوسعية ضد العراق, فعلى الرغم من الوساطات الدولية والإسلامية لوقف الحرب الدامية التي أنهكت البلدين إلا أن الخميني رفض وقفها, ولم يتسنى وقف الحرب إلا بعد التقدم الواضح الذي أحرزته القوات العراقية في الحرب, ووصف قبوله وقف إطلاق النار بأنه تجرع كأس السم وكان آخر وصايا خميني التي ظهرت في التلفاز هي عدم إرجاع الأسرى العراقيين إلى بلادهم.